Thursday, May 28, 2009

حين غنَّت و أسكرتني

دو .. ري .. مي .. فا
صو .. لا .. سي
إنها لغتها الأثيرة
معها
تتحرك كل خلايا روحها
وتشدو للسمو أوصالها
انني لا زلت اذكرها
يوم تجلت لي أول مرة
بعدك على بالي
في ليالينا السكرى
يا قمر الحلويين
بكامل دلالها
يا زهرة بتشرين
ذلك الحسن الأفروديتي الساحر
يا دهبي الغالي
أخذني سناها الغامر
بعدك على بالي
أقسمت يومها ألا اعشق سواها
وألا يفارقني ما حييت ضياها
غنَّت
لتأخذني إلى ذلك العالم
امتزج ندى صوتها بأثير الصباح
غنَّت
تلك الترنيمة الروحية الشهيرة
كنت اسمعها كل يوم
تحت أجنحة الطيور
تتردد سنيناً
بين نفحات العطور
ودقات قلبي
حين يكسوه الخطر
وفنجان القهوة في يدي
وعلى نافذتي يصرخ المطر
في ليالي الشتاء
كانت عذوبة صوتها
تحتوي الأشياء
غنَّت
لتخلقني من جديد
خلقتني قلباً يعشقها
وعيناً تهواها
وأنامل على اوتار
وبحار
وسماء لا تحوي سواها
نجماً وشموس وأقمار
والكل يدور بكفّاها
غنَّت
لترسم لي الألوان
كحل العيون
سر الحياة
لحن الجنون
نور الشفاه
ونيلاً أزرق
وعالم من حسنها
بنورها
قد أشرق
وصحاري خضراء
وقمراً ومساء
غنَّت
لتحييني
غنَّت
لتحتويني
غنَّت
لترضيني
غنَّت
لأنها أرادت الغناء
ودار صداها الأرجاء
غنَّت وخلقت
قلبٌ عاشق
وذنب أثيم
غنَّت
ورحلت
وتركتني
في سكري أهيم
***
حينما تأتيك حورية
إياك أن تطلب منها الغناء

إسلام المصري

No comments:

Post a Comment