Friday, May 29, 2009

الكُلّ يحبها ( العودة

ها قد عادت لتشرق من جديد!
هي .. كما عهدتها دوماً.. لم يغير فيها الزمان من شئ
نفس التفاصيل.. نفس الملامح .. نفس الرائحة
لا زلت أرى ذلك اليوم وكأنه اللحظة الفائتة
ذلك اليوم .. يوم ودعتها في خاطري وودعت معها طعم الأشياء
آاااه كم مر من الوقت .. لست أدري
بماذا يفيد السؤال وأنا أعلم أن عمري قد توقف يوم جفوت هواها
أنظر إلى حالي وإليها
يا للعجب!
قدر ما خط الشيب في عمري
قدر ما ازدادت فتنةً ودلال
لا يزال النسيم يطوف نافذتها ليلاً عسى أن يصيب من شذا وسادتها شئ
والندى.. ذلك الذي آبى ورود الصباح منذ عرف طريقه إلى أناملها
لم تفقد من بريقها إلا قدر ما يفقد الربيع حين يزور السنين
أراها !
نعم أراها
ومنذ متى ورؤياها هي سبب مآساتي
كم أتمني أن أذوب في عيناي كي أراها بكلِ ما فيِ !
وماذا أملك في حبها سوى تلك اللحظات التي أسرقها من ضمير القدر
القدر .. مرة أخرى
أما كان يكفيني ما قاسيت من قبل؟
ألتلك الدرجة تستلذ معاناتي؟
إلى متى الصمود وكل ما في الكون يغرس منها وتداً في خشبة صلبي
بلى .. أنا المصلوب بذنب الهوى
لا زال صدى سلطان العاشقين يطاردني
صفاءٌ ولا ماءٌ
هي
ولطفٌ ولا هوا
آااااه يا ابن الفارض
ونورٌ ولا نارٌ
وروحٌ ولا جسمُ
تصوفت في حبها ولم أنل منها سوى ملذوذ وجدْي بالعذاب
وحلَّقت روحي في رحاب نورها توقاً لما تخطوه من تراب
كانت الكلمة في البدء
كنْ
فَكُنت
وكانت هي سر الوجود
تجردت مني
فعدت إليها
لنخطو معاً أولى خطوات الحياة
كانت حلماً بدا واندثر
حلماً طارده من قبلي فجرٌ من العاشقين
واليوم
وحينما انجلي الفجر
ولم يبق سوانا لها
كنت انت نِدّي فيها
وكأن القدر يأباها عليَّ وحدي
ضَرَبتْ روحي وروحك بسهامها الغجرية
فسوَّتك عبداً
وصورتني ربَّا
فكنَّا لها الكلّ
كلُّ القداسة والخضوع
صبحٌ تنثره بيداها .. فيما بقدماها تطأ الكون وما فيه
ترنيمةُ في صحن الهيكل .. تعزفها غانيةٌ حسناء
نبيٌ يبكي .. آهات تسري .. وآيات الوعظ السكرىَ
والعُهر يطوف الأرجاء
صاغت الضدْ فكانت
أول ضدٍ يحتمل الإطراء
شاءت
فتسامت
وانحنى الكلُّ لها
لكن بعض العمرِ
قد يأبى الإرضاء
تشابكت طرقنا
لا تبتأس
قف ورتّلْ
ليت الاماني تطول
وتفصل ما كان لنا
خفف الوطء
ولا تلعن أقدارنا
فأنا لن أقبل فيها شريكاً
حتى أنت
يا أنا


إسلام المصري
24/4/2009





No comments:

Post a Comment