شيكولاته *
---------
أغلى ما في دكان عم سعيد بائع الارواح لا يتعدى ثمنه الخمسة قروش ، لذا كانت مفاجأة أطفال القرية عظيمة عندما أعلن أنه أتى بقالب شيكولاته مبرشم من مصر.
إعتادوا أن ينادونه أحمد فطوم نسبة لأمه .. لم يره أحد يصلى مع والده في المسجد الصغير .. ولمّا علموا أن ذلك يضايقه ، إلتفوا حوله ينابذونه بما يكره .. أراد المقاومة لكنه شأن الجميع قليل الحيلة .. ولمّا سقط أرضاً صرخ فيهم بوجه لطخه التراب والذل والدموع ، أبويا مات وكان اسمه صابر.
قرأ عليهم الشيخ رضوان " أنْ جاءُه الأعمى " و لمّا غابت ضحكته الخافتة .. سأل .. وتعجب حين قالوا أنه يعمل لدى المقدِّس مُحب العلاف لمده اسبوعين نظير ثمن قالب الشيكولاته.
تسرب الخبر .. و بدأ الأطفال يراقبونه وهو يعمل ، يومان و أصبح حديث القرية كلها .. زاد الترقب .. مرَّ به رضا زميل الكتّاب و حيَّاه ، سلامو عليكم يا أحمد يا صابر.
تمت
*لأن أجمل ما يبقى هو الألم
-----
إسلام المصري
الإسكندرية
سبتمبر 2010
No comments:
Post a Comment