Tuesday, December 20, 2011

هـــي .. لأن جسدك العاري أطهر من الأقداس

وساقوا أنوار المواكب للمدى
وساعوا بعض ببطانية مرقعة
دول اللي شالوا سواد عيونهم
واتكحّـلوا بطيب القلوب

هي
ضحكة بهية
ورق الخريف والمعجزات
و العنابر والمنابر
وشمس بوذا والبنات
النخل طارح في ثبات
متغمسة بذل الدهور
يا كل كلمة ف جوفي
يغلبها السكات

هي
سُـنن الرفاق العابرين
ورصيف مطرز بالنجوم المجروحين
والفجر غارق ف النعاس
ابليس تعـوّذ بالبرايا م الرصاص
والشارة سودا ع البـيبان
دبحوا الحمايم للغيلان
استشرفوا الموت البطئ
يا مشدودين بحبال أمل
يا مشنوقين بحروف بيان

هي
مريم العدرا ومالينا
افروديت بعين حزينة
نخوة العُمر الهزيل
دم حيضها الف نيل
نيل يخضّر ف الرماد
تصويرات الجير ف روحنا
مَسَخت الأبيض سواد
في الزوايا القائمات
الكائنات
الداكنات
الساجدات
الموهومين
وقعت الشمس ف ايديها
وَشَموا بالنور الجبـين
حَطّوا ششم الشوف ف عيني
كي تراها مـستحيّة
هي


إسلام المصري
الإسكندرية
18 ديسمبر 2011

 -------------------------------------------
لم أعرفها .. ولكن دلوني عليها ، اخلع جلدي رداءاً لها .. و أتوضّــأ

Monday, August 8, 2011

كش مات

كش مات
صوّان يا حجر الرحايا السائرات
كش مات
يا زفة العُمر المرابط ف الساحات
كش مات
الدم فودكا في الجنان العاليات
كش مات
منبوذ التصارح بالخطايا ف الحانات
كش مات
حرباية تتلون رغم انف المومسات
كش مات
لو يعلم الصدف الغريق بالمُجريات
كش مات
ف الشرق غنوة للسنين الآتيات
كش مات
طرحت صبايا البلكونات
يا رموش عنيها الطيبات
الغرقانين شِعر وعسل
ارتج قلبي م الوجل
لمّا اداريتي ف السحاب
قبب الموالي مش تراب
سمت الموالي ضحكتين
ورغاوي كاسي في الهوا
شرب اليمام دم الحسين
من كف ايدي وارتوى
والحكي مآوى للسنين
والتين
بتعج الأراضي بالجياع الشقيانين
العارفين
بأنوار الخلايق في الساعات المُتعبة

والبهلوان مش ترجمان
البهلوان
صرخة وجيعة ف المدينة الصاخبة

يا جاحدين من كل جنس وكل لون
متصلبوش جيف الحضارة ع الببان
شمس الضواري لو هتطلع ع السجون
راح ينحسر ف القلوب همس الديدان

والدود صديق



إسلام المصري
الإسكندرية
يونيو 2011

Monday, July 11, 2011

كـنّـا ثورة



كنا ثورة

وانبثق الحلمُ كالزهرة

وتلألأ في الليلِ الحالك

ألفُ شهاب

ثورتنا لم تعرف يوماً

معنى الأبواب

لم تأنس دفئ الأسوار

لم تسقط في البعد الواهن

ما بين الجنةِ والنار

ثورتنا كانت كفتاةٍ

في حضن النوبة المجهولة

تصنعها الشمس بعينيها

ويشد الطمي ضفائرها المجدولة

تتبسم حين يفر النهرُ
من بين يديها

و تراه يكابد كي يلحق

أنوار القمر الليلية

وهيباتيا

تنتظر القمرَ بشرفتها الخلفية

فلعل الغدَ القادم

يُنسيها أشجانَ الأمس

هيباتيا والنوبة

هما باحة رقص غجرية

تتمازج فيها نوباتُ العشقِ

وطعم الأوطان

ثورتنا .. تعرف معنى الإنسان



لكن نحن

لا نعرف معنى الثورة

الفراشُ الملوّن في الحربِ الدائرةِ

مع الشرنقةِ المطوية

يعرف معنى الثورة

أفراخُ العشِ لمّا تضرب بجناحيها

تعرف معنى الثورة

و سميةُ ياسر حين اشتد الطعن عليها

تعرف معنى الثورة

و جيفارا .. المشنوق بآمال البشر الوردية

يعرف معنى الثورة

لكن نحن

نعرف خطباً ثورية .. ومقالاتً ثورية

و أحاديثاً ثورية

نختار الهادئ منها ونذيبه بفنجانِ الشاي

كي نخرج بول الحرية



الثورةُ مسئولية

و صديقي شهيدٌ

 في أعماقِ البحرِ

 يسألني

ماذا تنتظر أسماك القرش لكي تأكلني

ما بال الشمس إذا طلعت

تتسابق أقواسُ النصرِ كي تتكون

والصخر الجادب من تحتّي .. يتلون

فيصيرُ سنابلَ حينا وزهوراً حينا

أصداف اللؤلؤ حين تباعد شفتيها

فكأني اسمع تأبينا

يتردد اسمي في عُرس الكون الأزليّ

صوتُ المطرِ على الأسفلت ، الأحجار الصغيرة في ايدي الثوار ، صرخات المخاض

وتحطيم الضلوع تحت العربات الفارهة

كل ما تروون عنّي قصصاً شائهة

والذي حملني بين ذراعيه

شريكي .. في حق الدم

لم نخرج للثورة

كي نستبدل فرداً ظالم

بمجلسٍ أصم

يسمي الثورة

هبّة شعبية

والثوار بلطجية

وتجريم الاضراب

عجلة انتاج

والمحاكم العسكرية

ضرورة ملحّة

ياخي احا

و يباهي في كل الدنيا

وبكل ثبات

أنه يحمي ثورتنا

وان لعزتهِ الفضل

أن لم تدهسنا الدبابات

كما الثورات العربية

لكنه ، مصاب بازدواجية

فتارة يتغنى بحقوق الشعبِ

وسيادة وطنية

و تارة

يشدد في كل خطاب وبيان

اننا كفة في الميزان

والكفة الأخرى

في يدِ امريكا

فمعونة الذل

تأتي من أمريكا

وصفقات السلاح

تأتي من امريكا

والقمح المسرطن

يأتي من امريكا

ولذلك فالأمن الوطني

ومصالح دولتنا

والعادة الشهرية لجارتنا

كلٌ في يد امريكا

وحماية اسرائيل المُغتصبة لأرضي

أمر اساسيّ

اخبروني

ماذا يسمى هذا

غير استمناء سياسي

اخبروني

 مَن دنّس طهر الميدان

مَن باع انابيب الغاز

واعترف بتقسيم السودان

مَن ساوم في حق قتيلٍ

كي يأخذ عفواً في الثأر

ويشيع بقلبِ الوطن الهمْ

الثأرُ لا يعرف إلا لغة الدم

والدمُ نصٌ قدسيٌ محفوظ

يُتلى في كلِ الأرجاء

أسألكم بالله عليكم

مَن ضيّع دم الشهداء



يا مجلس اللوردات

يا مجلس الجنرالات

يا كل القاصي والداني

أشهدكم أن الثورة في بلدي

لا زالت حبلى

اشهدكم ان نكاح بلاد الأرضِ

لا يعدل من بلدي قبلة

اشهدكم أن مطالب طفل جائع في المهدِ

ليست فئوية

الأرض النابضة بهمّي من كفّي

ليست فئوية

القرح الغائرة لألاتِ المصنع في لحمي

ليست فئوية

اشهدكم ان يسوع ويهوه ورب البيت

قد الغوا العبودية





إسلام المصري

الإسكندرية

يونيو – يوليو 2011

Friday, June 10, 2011

خـريـف

أشرت له على الكرسي الخالي بجانبي .. تمتم بشفتيه بصوت غير واضح وحوّل وجهه ناحية العربة الآخرى ، مستنداً بكلتا يديه على ظهر المقعد ، اللتين تدلى من بينهما الكيس الأسود.
لم يبق في رأسه سوى بعض الشعيرات الرمادية التي تزين بشرته السمراء ، متوسط القامة ، لا يلبث أن يفرد قامته كلما تذكر أن ظهره تراخى .. وانحنى.
اهتزّت الترام بعنف قبل أن تتوقف ، تحرك الكومساري العجوز إلى آخر العربة .. سارع صاحب الكيس إلى مقعد الكومساري الصغير وتنهد بعمق قبل أن يبتسم لأول مرة ، كان الجالس أمامي قد تمكن أخيراً من تدوين تفاصيل سفره لابنته في السعودية ، بيدٍ مرتعشة أعاد النوتة الزرقاء إلى جيب القميص عابراً فتحة البلوفر العلوية.
تعالت أصواتهما المُتعَبَة في احتداد ، أصر الكومساري على حقه في الجلوس فيما صاح الآخر لاعناً الحكومة وخدماتها ، تبينت ذِكر الكرسي الشاغر بجانبي وسط حديثهما ، كان الآخر قد يأس من الحديث فانتزع كيسه وقام .. نَظر في أعيننا بحرقة حينما تمزق الكيس وسقطت منه عبوه مكتوب عليها بخط كبير " حفاظات للكبار " ، لـفّها في بقايا الكيس بسرعة ونزل من الترام وهو يحرك شفتيه دون أن يصدر صوتاً.
انطلقت الترام العتيقة من جديد تشق بطن المدينة الحُبلى بالمرايا والملح ، تجاوز تفكيري ما حدث وعدت لمتابعة اسماء المحلات والشوارع والبنات ، تَركت مقعدي المُختلف اللون متأهباً للنزول الأخير ، رميت عبارة "مقعد مخصص للمعاقين وكبار السن " الباهتة فوقي بنظرة سريعة .. قبل أن استسلم من جديد لأمواج الخريف البارد. 
------------

إسلام المصري
الإسكندرية
10/6/2011

Friday, March 25, 2011

شـفـيـقـة




شفيقة
****

على باب السيدة
عاشق وبرج حمام
هلِّت بشاير فرحته
لمَّا التقاها منام 
ضحكت و داعبت لحيته
ضحكت و دندن غنوته
ضحكت و سلبت مُهجته
ضنّت بيها الإحلام
ضحكت و طلّت
من بين شفاها الشمس
ورسمت ضحكة للنهار
ومالت عليًّا
وكنت أنا المختار
قلبي عمار
غرقان في ريحِك العنبر
شفيقة يا ام الحسن متقطّر
تباهى بخلقك المعبود
فداكي عيوني والمرمر
يصيرولك خطى ممدود
إليكي الشمس تتقرب
تشرَّق قبل ما تغرَّب
تخاف لا العتمة تتسرب
عساها تعود
تآنس منك النسمة
لا تبرح تعلى ولا تسمى
وكيف تسطع شموس الكون
وشمس شفيقة غشيانا
أنول الوصلَ أحيانا
ويبرأُ منِّي ذا التيه
نديمُ الكأسِ حيرانا
وهل بجوابِ يشفيه
غناوي عشقي تتشكَّل
خطاوي العمر تتمهل
أنا روحي باتت طلسم
على عتبتها معانيه 

عاشق أنا
و العشق منّي وريد و اتنين
مجنون بالرمش اللي همس
وكانت لي حوّا  دي ونس
آه يا آدم معرفش ايه حدث
من انخلق من ضلع مين

شفيقة

شفيقة يقيني لو ضلّوا
رحاب ممدود لمن صلّوا
وحجاج المقام طلّوا
عليّا وقالوا درويش
وَشَمتك آية على صدري
هلال ضيُّه ما يطفيش
أكلت المَنْ والسلوى
ف واحة صدرك الناهد
وخدت العهد ع المولى
على قلبك أنا الواحد
ودرتي ، ودارت أفلاكي
رويتي اليّمْ من كاسِك
واعدتك ليلة والتانية
ما صُمتي،وطابت انفاسك
نأيتي برمشك الفتّان
شَكيت الأمر للنسمة
وللنجمة
ولعيون السما الحالفة
لتغسل شعرك الريّان
ركعت العصر مية ركعة
على بابكْ
ولا طلِّيتي ولا جيتي
يزيد وَجدّي إذا عذلونا
حسَّادك
وقالوا انك ما صلِّيتي
بحق البرق ف عيونك
أيا ضربة بخلخالك
يشق البحر زلزالك
و افرْ إليكي لو شئتي
ف ألف ركاب

ملاذي عذاب
وكُلف الشمس غمّاية بتعميني
وباقي الطُهر غناوية ف يميني
نبي هلكّان على أوهامه يتسنّد
و فرعون ف الدلال آيه ويتعنّد
حليف الطير على أوطانه بيدوّر
وتخرج ايدي من صدري ولا تنور
ويبزغ نورك الخاطي كما صوّر
ف يوم ما البدر كان خِلّك
وعشب الأرض صار ضلّك
تمطّى عشقي ف ذِكرك
وراح القلب يتحيّر

تفارق ضِلِّك الأفعى
وتبلع باقي موّالي
وصايا الرب تتسطّر
على خصرك
وتحلالي
أعود مؤمن ف رحلة تيه
وأجاور مسجدي تاني
ويفضل اسمك التسبيح
شفيقة الراحة والتباريح
وجمر المهد ف لساني


إسلام المصري
الإسكندرية
2010- 2011